بعد 35 عامًا من المعاناة: استعادة الأمل من خلال جراحة ترميم العين المبتكرة في مستشفى ميدكير الشارقة
دبي، 17 مارس 2025: لم تكن إصابة الطفولة مجرد ذكرى مؤلمة لـ”جوفي” البالغة من العمر 42 عامًا، بل شكلت صدمة أثرت على حياتها لعقود، حيث عانت من اضطراب عاطفي وتدنٍ شديد في تقدير الذات. بعد 35 عامًا من فقدان إحدى عينيها، استعادت جوفي أخيرًا ثقتها بنفسها بفضل جراحة مبتكرة لترميم تجويف العين في مستشفى ميدكير الشارقة، نفذتها الدكتورة فيروز ب. مانجافيدا، أخصائية طب العيون.
لم يكن هذا الإجراء مجرد عملية تجميلية، بل كان إعادة تأهيل شاملة، حيث تضمنت الجراحة ترميم محجر العين وزراعة عين اصطناعية مخصصة، مما ساعد جوفي على استعادة مظهرها الطبيعي وتعزيز جودة حياتها.
رحلة طويلة من الألم إلى الأمل
بدأت مأساة جوفي عندما كانت في السابعة من عمرها، إثر تعرضها لإصابة خطيرة في عينها بسبب لعبة انتهت بنتائج كارثية. تسبب الحادث في ضرر لا يمكن إصلاحه، ما أدى في النهاية إلى استئصال مقلة عينها. ومع مرور الوقت، تقلص حجم تجويف عينها، مما جعل ارتداء عين اصطناعية أمرًا مستحيلًا، فتحول الألم الجسدي إلى عبء نفسي ثقيل.
تتذكر جوفي قائلة:”عشت لسنوات معتقدة أنه لا يوجد حل لحالتي. كنت أكره النظر إلى المرآة، وشعرت أنني مختلفة عن الجميع. حاولت التكيف، لكن الثقة بالنفس كانت مفقودة تمامًا.”
تدخل طبي أعاد الحياة إلى عينيها
التقت جوفي بالدكتورة فيروز ب. مانجافيدا، التي أدركت التحدي الطبي والنفسي الذي تواجهه المريضة. وأوضحت الدكتورة فيروز:
“أدركنا أن هدفنا لا يقتصر على استعادة مظهرها الطبيعي فقط، بل مساعدتها على الشفاء نفسيًا أيضًا. كان التحدي الرئيسي هو ضمور محجر العين، مما استلزم إجراءً دقيقًا لإعادة بنائه قبل تركيب العين الاصطناعية.”
تم تنفيذ الجراحة باستخدام تقنية ترقيع الدهون الجلدية (Dermis Fat Graft)، وهي طريقة متقدمة تعتمد على زراعة أنسجة حية مأخوذة من جسم المريضة لاستعادة الحجم المفقود في محجر العين، مما يتيح ملاءمة طبيعية ومريحة للعين الاصطناعية.
تضيف د. فيروز: “هذه الجراحة تتطلب دقة مطلقة، حيث إن أي اختلال بسيط قد يؤثر على تناسق الوجه بالكامل. لقد حرصنا على تحقيق التوازن المثالي لضمان مظهر طبيعي وانسجام بصري تام.”
نتيجة تفوق التوقعات
بعد أكثر من عشرة أسابيع من التعافي، تم تركيب عين اصطناعية مخصصة لجوفي، بتطابق دقيق في اللون والتفاصيل، ما منحها مظهرًا متناغمًا وطبيعيًا تمامًا. وتم تنفيذ كل خطوة، بدءًا من أخذ الانطباع وحتى التثبيت النهائي، بعناية فائقة لضمان أفضل نتيجة من الناحية الجمالية والوظيفية.
تقول جوفي بفرحة غامرة:”لأول مرة منذ 35 عامًا، استطعت النظر إلى المرآة ورؤية نفسي كاملة مجددًا. لم أعد أشعر أن الناس يركزون فقط على الجزء المفقود من وجهي. الآن، يمكنني الابتسام، الاختلاط بالآخرين، والعيش دون خوف. لقد غيرت هذه الجراحة حياتي تمامًا، وأنا ممتنة من أعماق قلبي للدكتورة فيروز وفريق مستشفى ميدكير.”
إعادة تعريف مستقبل جراحات تجميل العين
تسلط رحلة جوفي الضوء على التأثير النفسي العميق لإصابات العين، وتؤكد أن جراحة الترميم لا تعيد المظهر فقط، بل تعيد الثقة والهوية. بفضل التقدم في الطب التجديدي، لم يعد فقدان العين يعني نهاية الثقة بالنفس.
تختم الدكتورة فيروز حديثها بالقول: “ما كان مستحيلًا في الماضي أصبح ممكنًا اليوم. التقنيات المتطورة تمنح المرضى فرصة جديدة للحياة، حيث لا يضطر أحد بعد الآن إلى العيش في ظل الصدمة أو إخفاء جزء من هويته.”
يواصل مستشفى ميدكير الشارقة الريادة في تقديم تقنيات إعادة بناء العين المتقدمة، مما يمنح المرضى فرصة استعادة مظهرهم، وثقتهم، ونظرتهم للحياة.
… انتهى …
نبذة عن “ميدكير”: