الشارقة في 28 اكتوبر / وام / شهد الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم قبل ظهر اليوم انطلاق فعاليات معرض “الدور: نافذة على الحضارات” بمتحف الشارقة للآثار الذي تستمر فعالياته إلى 26 مارس 2016.
ويعتبر المعرض أول تعاون ما بين إدارة متاحف الشارقة ودائرة الآثار والمتاحف في أم القيوين في محاولة لفهم مرحلة مهمة من تاريخ موقعين متعاصرين هما: مليحة والدور وتسليط الضوء على مرحلة بالغة الأهمية في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتتبع المقتنيات الأثرية المعروضة العلاقة التاريخية ما بين مليحة التي تقع في موقع داخلي بارز والدور التي تتمتع بأهمية كبيرة على الساحل.
شهد حفل الافتتاح سعادة منال عطايا مدير عام إدارة متاحف الشارقة وعلياء محمد الغفلي مديرة مركز أم القيوين للآثار وناصر الدرمكي أمين متحف الشارقة للآثار وعدد من المسؤولين والباحثين في مجال التاريخ ووسائل الإعلام المختلفة.
واستمع رئيس مكتب سمو الحاكم خلال تفقده أرجاء المعرض إلى شرح حول المقتنيات التي تحكي تاريخ عريق يعود إلى آلاف السنين ويحكي تاريخ حضارات نشأت في منطقة الخليج العربي كونها تتمتع بموقع استراتيجي مهم جعلها مركزا للالتقاء الحضارات عبر العصور.
ويضم المعرض 79 قطعة أثرية تم التنقيب عنها في مواقع من إمارة أم القيوين والشارقة “69 قطعة أثرية من أم القيوين و10 قطع أثرية من الشارقة ” تقدم لمحة عن التطور الذي شهدته المنطقة والعلاقة التاريخية بين الداخل والساحل والتي استمرت على مدى القرون وشكلت عبر العصور دور المنطقة الأساسي في بناء الحضارة الإنساني ومكانتها كعقدة رئيسية للمواصلات وكوسيط تجاري بين الشرق والغرب منذ الألف الثالثة قبل الميلاد وحتى عصرنا الحاضر.
الجدير بالذكر أنه في عام 1974جاءت حملة من العراق لتنفيذ أعمال التنقيب الأثري في منطقة الدور وتمكنت من اكتشاف مجموعة من القطع الأثرية الهامة ليتبع ذلك إجراء أعمال تنقيب عديدة خلال ثمانينات وتسعينات القرن الماضي والتي غطت مناطق الدور وأم القيوين 2 وجزيرة الأكعاب وتل الأبرق.. حيث دلت اللقى الأثرية التي تم اكتشافها في هذه المناطق على أن البشر كانوا يقطنون في الشارقة وأم القيوين في مراحل تاريخية قديمة.
وكانت الحملات التنقيب التي جرت في النصف الثاني من القرن العشرين كشفت أن الوجود البشري في المنطقة الساحلية اتخذ عدة أشكال على مر العصور وذلك مع تكيف حياة السكان وفقا لظروف البيئة المتغيرة.
وتتضمن القطع الأثرية التي اكتشفت في منطقة أم القيوين بقايا أدوات صيد بحري ولآلئ مدفونة مع أصحابها في تلك الفترة لتدل على الطقوس المعقدة التي كانت متبعة في المنطقة الساحلية قبل 7 آلاف سنة.
ومن جانبها قالت سعادة منال عطايا مدير عام إدارة متاحف الشارقة ” يعتبر التعاون بين الجانبين الأول من نوعه ونتطلع قدما لمزيد من الشراكات في مشاريع مستقبلية مثمرة تهدف إلى تحقيق فهم وإدراك أوسع لتاريخنا المشترك في كافة أرجاء الإمارات”.
وأشارت علياء محمد الغفلي مديرة مركز أم القيوين للآثار: “إلى أن المعرض يقدم فرصة للجمهور في التعرف بشكل أفضل على تاريخنا المشترك الذي يعود إلى آلاف السنين ويؤكد على وحدة الإمارات وكيف ساهمت هذه المرحلة الهامة من تاريخنا في تشكيل دولة الإمارات بشكلها الحالي”.
وإلى جانب المعرض تقام سلسلة من ورش العمل الموجهة للأطفال والعائلات وذلك بدءا من شهر نوفمبر القادم ويمكن للمشاركين في هذه الورش استخدام الأدوات المفضلة من أجل الحفر على السيراميك وصناعة قطع أثرية خاصة مستوحاة من المعرض.