العمراني والأشعري يجتمعان في أمسية شعرية ويقرآن قصائد في الحرية والوطن والغربة
Adel
2 weeks ago
ARABIC
61 Views
خلال فعاليات “الشارقة الدولي للكتاب” 2024
العمراني والأشعري يجتمعان في أمسية شعرية ويقرآن قصائد في الحرية والوطن والغربة
الشارقة، 09 نوفمبر 2024
ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024، استمتع الحضور بأمسية شعرية جمعت اثنين من كبار الشعراء المغاربة، الأستاذة الجامعية والشاعرة وفاء العمراني، والروائي والشاعر محمد الأشعري، فيما أدار الأمسية الشاعر مراد القادري، رئيس بيت الشعر في المغرب.
واستهل القادري الأمسية بتسليط الضوء على مكانة الشعر المغربي باعتباره جغرافيا شعرية قائمة بذاتها، وقال: “الشعر المغربي متجذر في تاريخ طويل يعود إلى القرن الخامس هجري، وتواصل بروح متجددة عبر العصور”. وأشار إلى أن متون الشعر المغربي تتفاعل مع مرجعيات متعددة، سياسية وثقافية، إذ يُبدع شعراؤه قصائد بمختلف الألسن، من العربية والأمازيغية إلى الفرنسية وغيرها من اللغات الأجنبية، ليشكلوا بذلك فسيفساء شعرية منفتحة على طيف واسع من النظرية والنقد، وهو ما أتاح لرموز هذا الشعر تطوير أعمالهم بشكل مميز ومتفرد.
وفاء العمراني: حنين الوطن وعمق المشاعر
وأبدت وفاء العمراني سعادتها بالمشاركة في هذا الحدث الأدبي البارز، وقدمت للجمهور باقة من قصائدها من دواوينها الشهيرة، مثل ديوان “تمطر غياباً” وديوان “ابن البلد”، مشيرة إلى أن قصائد هذا الديوان الأخير كُتبت بعيداً عن الوطن، مما أضفى عليها بعداً وجدانياً عميقاً. وقرأت العمراني من قصيدة “ابن البلد”، تقول فيها:
“أبداً
ما غِبتُ عنك
لا ولا نأيتْ
غيَّبني الغياب فيكَ
حتى اختفيتْ
طوّفتُ أمصار الترحال
حللتُ عقدتُ
ضفائر الانتظار
وما نسيت
ولا اشتفيت
كأني لم أغادرني
لُحيْظةً
إلا إليكَ
ازورَرْتُ كبرياءً عنك“
محمد الأشعري: نشيد المدينة وأفق الحرية
أما الشاعر والروائي محمد الأشعري، الذي يتميز شعره بالوفاء للحرية والانتصار للقيم الإنسانية، فقد كان له حضور أضاء الحفل بنبضه الإبداعي الذي يستمده من شغفه بالفنون التشكيلية والسينما والعمارة. وقدم الأشعري قصائد من ديوانه “جدران مائلة”، إضافة إلى “أحوال بيضاء”، الذي أشار إلى أنه “نشيد لمدينة الدار البيضاء” التي تأسره وتحرّره في آن واحد على حدّ قوله.
وقرأ الأشعري مقطعاً من قصيدة “تقاسيم”، حيث يصوّر فيها بحثه عن مدينة ضائعة، ليست هي المدينة التي ابتلعها البحر أو اندثرت منذ الأزمان، بل تلك المدينة التي تشاركه الحياة وتترك أثرها في قلبه. وفيها:
“رغبتي جامحة
في العثور على مدينة ضائعة
ليست المدينة التي ابتلعها البحر
وليست المدينة التي اندثرت
منذ عهود سحيقة
وليست مدينة المستقبل
التي يمشي فيها الناس
بأمخاخهم الحافية
بل المدينة التي كانت
تمشي معي
وكنت أُحسّ يدها دافئة في يدي
ثم فجأة تركت لي يدها
وانسحبت
ذهبت خلفها الأصوات والأشكال
وطوت قوة سحرية شوارعها
على شكل زرابيّ ملفوفة
ونزلت مآذنها من زرقة السماء”
وعاش الجمهور لحظات استثنائية مع شاعرين من رواد الشعر المغربي المعاصر، في أجواءٍ تسامت فيها الكلمات والأحاسيس، واستحضر فيها الحضور عالماً من الجمال والوجدان، محلقين على أجنحة الإبداع الذي يعبر حدود الزمان والمكان.
-انتهى-
features 2024-11-09